الأحد، 7 مارس 2010

واذا عين الناس تنام فان عين الله لا تنام

الحياة كلها كلام ومجالس، ولكن اصبحت في هذه الايام الكلام والمجالس كلها عتب وحزن واهتزازٌ بالراس ليدل هذا الاهتزاز على الاكتآب والضيق والتفكر بما يجري من حولنا، ونتيجة هذا الكلام اترك اجابته وتحليله للحكومة والنواب وليس غيرهم.

في الارتفاعات الهائلة التي شهدتها المملكة في السنة الماضية، التي احمد الله انني لم اكن موجوداً هنا لارتباطي بعمل بالخارج لمدة سنة، ولانني لا احمد الله الا لانني حسب ما رايت في التلفاز وحسب ما اقرا في الصحف او كلام الناس انها جهنم بمعنى الكلمة.

ففي يوم كنت اتابع قناة التلفزيون الاردني ورايت برنامج لا اذكر اسمه كانت تتجول كاميرا البرنامج وتاخذ راي المواطنيين على الأوضاع بالارتفاعات الحاصلة، الادها والمخجل في ذلك أجرت المذيعة مقابلة مع احد الشباب، وسالته:

ما رايك بالارتفاعات الحاصلة ؟؟؟
فابتسم بابتسامة تدعو الى القهر والضيق فقال: انا كتبت كتابي السنة الماضية وكانت النية بعد شهر من الان ان اتزوج ولكن قبل اسبوعين طلقت خطيبتي، والسبب في ذلك انني لا اريد ان اظلم ( بنت هالناس ) بالمعيشة معي لانني لا اقدر انا على العيش في هذه الظروف فكيف اتي واظلمها معي.... وانتهت المقابلة.

لا اريد ان اطيل عليكم واقول لكم ما هي الحالة النفسية والضيق التي احلت بي، ولا الحرج الذي اصابني عندما تفاجات بصديق لي من دولة عربية مجاورة ينظر الي وسالني ماهذا الحال والمصائب التي عندكم والتي رايتها؟؟..

هذا الحال الذي تكلمت عنه وقد ذهب الى غير رجعة باذن الله، لكن الحال خف قليلا ولكن يوجد صعوبات في الحياة، هذه الصعوبات واصر واراهن على كلامي اذا كان اكبر عدد من الاردنيين انهم يؤيدوني ويقولون ان الاسباب الحقيقة التي تحصل في هذه الايام هي بسبب الحكومة والنواب.

النواب المحترمين وخصوصا في هذه الدورة نواب لمصالح شخصية ( طبعا ليس الكل ) لان النسبة القليلة جدا جدا من النواب والذين يعدون على الاصابع هم نواب شعب، والباقي هم نواب لمصالح شخصية.

يتكلمون النواب ويجتمعون ويضعون القوانين ويصوتون عليها ويعملون على تثبيتها وتعمل الحكومة على الموافقة عليها وبذلك تقر وبكل سهولة وتنطلق بشائرها وزغاريتها الى الشعب المتعثر والمسكين، ويستقبلونها بكل حزن ولا يقدرون ان يغيرو شيئاً فيها (كمقال لي بعنوان ( مجرد اعتذار )) لان الاردنيين شعب مؤدب وخلوق، ولكن الخلوق كذلك هادئ والهادئ اذا غضب لا يقدر ان يرى امامه (كالهدوء ما قبل العاصفة )، والمؤدب والخلوق معروف عنه انه يتحمل الصعاب ويتامل ان يتغير الحال الى الاحسن، ولكن متى ؟ الا اذا اصبحت معجزة.

يقولون الاوضاع صعبة!!! يوجد لي مقال قد كتبته بعنوان ( اهم لصوص ام فاسدون ام الاثنين معاًً ؟؟؟ ) فهل هذا يثبت ان الاوضاع ممتازة ؟؟؟ ولو ان الأوضاع غير جيدة لما يقدر الفاسدون ان يجدو ما ينهبونه من الدولة، وباعتقادي لو لا يوجد نهب وسرقة عند الفاسدين لما كان الحال هو الحال من صعوبة في أوضاع الناس، ولكن عين الله لا تنام.

انا لا اتكلم هذا الكلام من خيالي، لكن الأوضاع صعبة عندما تعيش بين الناس، ما رأيكم بشخص موظف ومتعثر لا يستفيد من راتبه شيئا ابدا، اتعلمون اين يذهب؟؟؟ هم يسكنون بمنطقة الشونة الشمالية والابن يدرس بجامعة تبعد عنهم حوالي 90 – 100 كيلو، اتعلمون ان الراتب يخصصه لايجارات المواصلات لاخيه في الجامعة ؟؟؟ وصاحب الراتب ياخذ مصروفه من اخيه الذي يعمل سائقا لبيع الخضراوات!!!! هؤلاء الاخوة الثلاث من ضيق المعيشة حتى الزواج لا يقدرون ان يتزوجوا.


اهل هذا معقول ؟؟؟ حتى ايجار المواصلات اصبحت ترتفع ولا تنزل، هل القوة والجبروت اذا ارتفع شيء في الاردن يرتفع بسهولة وصعب جدا ان ينزل؟؟؟

يا حكومة ويا نواب، اتقوا الله بالشعب المسكين، اعملوا على راحتهم لانكم موجودون لراحتهم ولستم معينين لراحة انفسكم.

ايتها الحكومة وايها النواب، اذا الشعب لا يراكم فان الله يراكم.
ايتها الحكومة وايها النواب، اذا عيون الشعب تنام فاعلموا بان عين الله لا تنام.

واخيرا لا اقدر الا ان اقول
الله يعينك يا بو حسين

http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNO=42903

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات