*( رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدتاً من لساني يفقه قولي )*
*( وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا )*
العقل لا يرتاح والتفكير بكل الاوقات مستمر، خصوصاً عندما تمشي بين الناس وتر التعب في وجوههم والكشرة في وجوههم ( ويعني هالعالم من قليل تحكي ليش الشعب الاردني كشر ؟؟؟ )، تتأثر، وتحزن، ولا تقول الا ( الله يعينك يابو حسين )
قرأت فى أحدى المجموعات القصصية هذه القصة التى أود أن أشرككم معى فى قراءتها لتروا معى كيف أن مشكلات مجتمعه تقارب كثيرا مشكلات مجتمعنا .
تدور القصة حول رجل ذهب إلى قرية نائية من القرى التركيه وبينما كان يسير متنزهاً فى أحد السهول المخضرة وجد بيتاً جميل البنيان يعتلى أحد الهضاب المخضرة وقد تجمهر حول ذلك البيت القرويون من رجال ونساء وأطفال فقال للسائق الذى يرافقه :
ما هذا؟
إلا أن السائق أجابه فى تذمر: هذا هو بيت المهندس قليل الايمان الذى أرسلته لنا الحكومة ليرعى شئون القرية
فقال له الرجل : وما إسمه؟
إلا أن السائق أجابه فى حدة : ليذهب هو وإسمــــــه إلى الجحيم .. إنه رجـــــل خالـــــي الذمة والضميــــر بـــــمعنى الكلمة .
إندهش الرجل فهو يعلم أن السائق رجل طيب وعلى خلق فلماذا ينعت المهندس هكذا بأبشع الصفات لذلك فقد قرر فى نفسه أن يلتقى بذلك المهندس الغير محترم على الرغم من تحذير السائق له بألا يفعل.
دخل الرجل إلى بيت المهندس فوجده واقفاً وأمامه فلاح يسيل الدم من قدميه الحافيتين وهو يصرخ بأعلى صوته بينما المهندس يضغط بكل قوة على ساقيه محاولاً إخراج القيح والصديد من جرحه المتورم ثم رأخذ ينظف الجرح بالقطن الذى سكب عليه بعض السائل المطهر وبجوارة الممرضه التى قامت بلف الشاش عليه وتضميده أخيراً .
إندهش الرجل وقال فى نفسه أهو مهندس ام طبيب ؟ ثم دخلت فلاحه شابه تحمل طفلاً أعطته أياه .. فخلع المهندس ملابس الطفل المتسخة وهو يصرخ فى أمه ما هذا يا إمرأة؟ كيف تتركى طفلك المسكين متسخاً هكذا ثم بدأ يغسل الطفل رغم الرائحة الكريهه التى تنبعث منه وأخذ يضع عليه بعض البودرة فى حنو وهو يدعبه.
ثم إبتسم للرجل الذى جاء ليعرف ما كان يسمع به من الناس وقال يخاطبه : لا تؤاخذنى فالحال هكذا كما ترى وقال للممرضة .. أعملى شايا للأستاذ .. وعاد وقال .. هى زوجتى ليست ممرضة لكنها تقوم بمساعدتى وأحضرت زوجته الشاى –يقول الرجل- فلم أجد شخصاً أرق وأكثر منه وداً وعذوبه .
وعاد الرجل ليركب سيارته وقال للسائق لقد قلت لى أن المهندس غير محترم ولكننى قابلته هو وزوجته ووجدتهما ملاكين حقيقيين فما السيئ فيهما؟ قال السائق آه لو تعرف أى نوع من السفله هما هنا قال الرجل فى غيظ لماذا؟ قال السائق قلت لك سافل يعنى سافل وأغلق هذا الموضوع من فضلك.
فى مساء اليوم التالى جلس الرجل فى مقهى القرية وتحدث مع صاحب المقهى قائلاً:
ما رأئك فى المهندس؟ فبصق صاحب المقهى فى قرف وقال سافل حقير فسأله الرجل فى فضول لماذا؟ قال صاحب المقهى أرجوك لا أريد التحدث فى هذا الموضوع إنه شخص سافل وضيع وكفى.
وظل الرجل يسأل ويسأل ولا يتلق إلا إجابه واحده .. سافل .. سافل جن جنون الرجل وذهب إلى محامى القريه وقال له : طالما إنهم يكرهونه ويرونه سافلاً هكذا لماذا لا يشكونه إلى المسئولين فأخرج المحامى دوسيهاً ممتلئاً وقال .. تفضل أنظر ألاف الشكاوى أرسلت فيه .. قال الرجل ولماذا لا ينقلونه ؟ قال المحامى سيظل هذا السافل كاتماً لأنفاسنا.
وقرر الرجل أن يترك القريه بعد أن كاد عقله أن يختل ولم يعد يفهم شيئاً وقبل أن يرحل كان المحامى فى وداعه عند المحطة.
فقال له الرجل : أنا راحل من هنا ولكنى أكاد أموت من الفضول .. قل لى بربك لماذا المهندس إنسان سافل؟ وصدقنى لن أبوح بهذا الأمر لأى مخلوق.
فقال المحامى بعد أن وثق بالرجل وتأكد من رحيله : لقد أدركنا من خلال تجاربنا مع الحكومة أنه كلما كثرت شكاوى الناس وكراهيتهم لمسئول كلما إحتفظت الحكومة به ولذا فقد إتفقنا جميعاً على أن نشتم المهندس وننعته بأبشع الصفات حتى يظل معنا أطول فترة ممكنة ولذا نحن نعلن رفضنا له ولسفالته من صغيرنا إلى كبيرنا بل ونرسل عرائض الشكوى ليبعدو هذا السافل عنا وبهذا الشكل تمكنا من إبقائه عندنا أربعه أعوام ولو تمكنا من إبقائه مثلهم سوف تصبح قريتنا جنة.
هنا فهم الرجل لماذا يشتمون المهندس وحينما مر موكب (الوالى) من أمامه وهو يستعد لركوب القطار ووجد الناس يهتفون له بحرارة ويمتدحونه بحماس هنا أدرك على الفور أى نوع من الناس هذا( الوالى). نهاية.....
هنا ندرك ونرى ونستغرب لما هذه الدنيا مقلوبة، اعقولنا مقلوبة ام هذه الحياة،؟؟؟؟
اترك لك ايها القارئ بعد ان تمعنت بالقصة ان تحدد أي نوع تحب او أي نوع هو الموجود عندنا.
والساكت عن الحق شيطان اخرس
والله يعينك يا بو حسين
ولا حول ولا قوة الا بالله...
http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNO=42523
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات