عندما يحب الأنسان أن يختلي لنفسه ولو حتى في غرفة صغيرة او ان يذهب الى اي
مكان لا يوجد به غير الرمال، لا شوارع ولا بيوت ولا أناس ولا اصوات سيارات، فوقتها
تلتمس في نفسك انك ملك نفسك ولهذه الصحراء.
وقتها تتخطى أقدامك وتسير إلى طريق لا تعرف إلى أين مسيره او نهايته،
فلحظتها تترقب يميناً وشمالاً امامك وخلفك وتضع يديك فوق عينيك وتلتفت وتدور لتجد
اعلى الاماكن لتقف عليها، وبعد تعب بحث تجد ما تريد، تتسلق عليها الى ان تصل الى
القمة العالية فتجد ان لا سقف فوقك الا السماء القريبة.
حزين، ونظراتك تبقى تلتفت الى هذه السهول البعيدة وتتنهد ويسير امام عينيك
شريط حياتك بالكامل، وخصوصاً موطنك... وتتسائل وقتها: هل هذه الصحراء بقيت اردنية
ام اخذت جنسية أخرى ؟؟؟
هذا الذي نشتاق له...
نشتاق ان تعود تلك الايام، فتأخذنا
العبرات وتسرقنا اللحظات ونحن في سكرة الاشتياق اليها وننسى بأنها مجرد محطات.
وللأشخاص كثيرون قليلون نخبة هم الذين نشتاق اليهم ... كم شخصية في حياتنا ... كم هي ذكريات التي سعدنا بها.
وللأشخاص كثيرون قليلون نخبة هم الذين نشتاق اليهم ... كم شخصية في حياتنا ... كم هي ذكريات التي سعدنا بها.
وكما قال احدهم فإننا
نشتاق كثيراً ومن حجم الاشتياق يصبح كموج البحر وقد يكون عاصف... وقد يكون هادئ
...ولكن إلى أين تأخذنا أمواج الأشواق ...
شوقي اليك قد جاوز
حدود الخيال … فالفراق عتمة لا نستطيع ان نراك خلالها الا موطناً لنا لا لغيرنا قد
اشتروك بأبخس الأثمان.. لكنك أبدا لا تفارق مخيلتنا لحلاوتك وحلاوة التغزل بك
وبأمكنتك وثقافاتك التي ذهبت سداً بأيدي قذرة ..
لطالما أحببناك .. وطوال
عمرنا ومنذ نعومة أظافرنا ونحن نحبك.
نتذكر في اوقات كثيرة
وليست قليلة عندما كان العالم يأتي اليك فرحاً لأنك كنت ارضاً اردنية ليست كما
الان غريبة. فنشتاق لتلك الايام.
نتذكر في اوقات كثير
وليست قليلة عندما كانت ليالي السمر والسهر والافراح تعج في كل مكان ليس كما الان،
فقد اصبحت شوارعك في الليل كمدينة الاشباح تغيب عنها الاصوات الا اصوات
الحيوانات.. فنشتاق لتلك الأيام.
نبكيك يا وطني شتاءاً
ويحترق بنا الصيف دونك ويتساقط الفرح أوراقاً في خريف وحشتنا لغيابك وانتظارنا لك يزيدنا
الربيع توقا وحنينا لك ونبكيك. فنشتاق لك.
عذراً
موطني فكل الكلمات لا تفي بالغرض وكل
العبارات والقصائد أصبحت تكتب على مضض، فإن كل الشوارع
حزينة والعيون تفيض بكاءاً .
إن القلب لبيع
مقدراتك قد انتحب والعين تبكي أدمعاً والشوق في الفؤاد زاد والتهب، إعذرنا يا موطني فوالله
قد باعوك لمن لا يستحق ونحن لا نعلم، فنشتاق لأسواقك ومآربك وقلاعك وأزقّتك.
فنشتاق لك.
موطني....
فوالله اننا نشتاق لك
فوالله اننا نشتاق لك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات